للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* سألَتْ هُذَيْل رَسُوْلَ اللَّهِ فاحِشَةً *

وقول ابنه عبد الرّحمن:

* يُشَجِّجُ رَأْسُهُ بالفِهْرِواجِيْ *"

قال المُشَرِّحُ: الهمزة إذا وقعت متحركةً متحركًا ما قبلها فإنها (١) تقلب إلى الحرف الذي منه حركة ما قبلها، لكن الأصل منها هو التَّليين. في قراءَة الحسن (٢) {أَنْبِيْهُمْ بِأَسْمَايِهْمِ} بمنزلة أعطيهم، وتقول العرب: قريت وتوضيت (٣) ونحو (٤) {أن تبويا} قال ابن جني (٥): وهذا ضعيف في اللغة، لأنه بدل لا تخفيف، والبدل لا يجوز عندنا إلا في ضرورة الشعر.

صدر بيت الفرزدق (٦):


(١) في (ب): "فإنما".
(٢) سورة البقرة: آية ٣٣، والقراءة في المحتسب ١/ ٦٦.
(٣) قال أبو الفتح في الخصائص ٣/ ١٥٣: "وحدثنا أبو علي قال: لقي أبو زيد سيبويه فقال له: سمعت العرب تقول قريت وتوضيت فقال له سيبويه كيف تقول في أفعل منه فقال: أقرأ … ".
(٤) سورة يونس: آية ٨٧، والقراءة في البحر المحيط ٥/ ١٨٦.
(٥) الخصائص ٣/ ١٥٣، ونقله الأندلسي في شرحه ٥/ ١١٢ عن الخوارزمي.
(٦) ديوان الفرزدق ٢/ ٥٠٨ وبعده:
وَلَقد عَلِمْتُ لئن فَزَارَةَ أُمِّرَت … أن سوفَ تَطْمَعُ في الإِمارَةِ أَشْجَعُ
إنّ القِيَامَةَ قَدْ دَنَتْ أشراطُها … حتى أُميَّةَ عن فَزَارَةَ تَنْزَعُ
قال ابن المستوفي في إثبات المحصل: "ولما ولى خالد بن عبد الله القسري على عمر بن هبيرة قال رجل من بني أسد يجيب الفرزدق:
عجب الفرزدق من فزارة إذ رأى … عنها أمية بالمشارق تنزَعُ
فَلَقَدْ رَأَى عجَبًا وأحدث بعده … أمرٌ تضجُّ له القلُوبُ وتَفْزَعُ
بَكَتِ المَنَابر من فزارة شجوها … فاليومَ من قَسْرٍ تَذُوْبُ وتَجْزَعُ
ومُلوك خِندف أسلمونا للعِدى … للَّه در مَلوكنا ما تَصْنَعُ
كُنا كتَارِكَةٍ بنيها جانبًا … سفهًا وغيرهم تَقُوْتُ وتُرْضِعُ
والأسدي المذكور: هو إسماعيل بن عمار. الأغاني ١١/ ٣٧٩.
والأبيات وقصتها في الكامل للمبرد ص ٦٢٤، ٩٨٤.
وما نقله المؤلف هنا في شرح البيت هو عينه كلام ابن السيرافي في شرح أبيات الكتاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>