للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإِدغام لغة [أهل] نَجْدٍ، قال جرير (١):

* فَغُضَّ الطَّرْفُ إِنَّكّ مِنْ نُمَيْرٍ *

وأهلُ نجدٍ ينقلون ضمة العين إلى الفاء [حتى تضم الفاء] ويسكنون (٢) العين ثم يجرون بين المتماثلين الإِدغام فتصير رد.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) والأصلُ فيما حُرك منهما أن يحرك بالكسرِ".

قالَ المُشَرِّحُ: الساكن إذا حُرك حُرّك إلى الكسرِ، لأن الكسرةَ أعدلُ الحركات.

فإن سألتَ: الفتحةُ أخفُّ الحركات؟.

أجبتُ: نعِم، لكن له حكم السكون من وجهٍ فلا يزول به التقاء الساكنين وهذا لأنَّ الشيء إذا كان له أصلٌ ثم نقل عنه [فهو] كأنه فيه، لأنه على شرفِ أن يعود إليه، ولهذا المعنى قلنا: بأن عامرًا إذا نقلته عن الجنسية إلى العلمية فهو يعود كأنّه منكر، ولهذا يدخل عليه التنوين، فإذا نقلته نقلًا ثانيًا عن صيغة عامر إلى صيغة عُمر فحينئذ قد أُمن العود.

قال جارُ اللَّه: "فالذي حرك بغيره لأمرٍ نحو [ضَمّهم] في {وَقَالَتِ اخْرُجْ} (٣)، {وعذابِنُ (٤١) ارْكُضْ} (٤)، {وَعُيُونِنُ (٤٥) ادْخُلُوهَا} (٥) للاتباع".

قالَ المُشَرِّحُ: الساكن (٦) إذا حُرّك هربًا من التقاء الساكنين يكون في موضعين:


(١) ديوان جرير ص ٨٤١ وسيذكره المؤلف في نص الزمخشري الآتي.
(٢) في (ب): "تسكين".
(٣) سورة يوسف: ٣١.
(٤) سورة ص: ٤١، ٤٢.
(٥) سورة الحجر: ٤٥، ٤٦.
(٦) نقل الأندلسي في شرحه ٥/ ١٢٦ شرح هذه الفقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>