للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جار اللَّهِ: "ولقد أسلفت في قسمي الأسماء والأفعال عند ذكر الأبنية المزيد فيها نُبَذًا من القول في هذه الحروف وأذكر ها هنا ما تَميز له بين مواقع أصالتها ومواقع زيادتها واللَّه الموفق.

(فصلٌ) فالهمزة يُحكم بزيادتها إذا وقعت أولًا بعدها ثلاثة أحرف أصول، كأرنب وأكرم إلا إذا اعترض ما يقتضي أصالتها كإمّعه وامّره".

قال المُشَرِّحُ: "إمّعه" فِعّلة، لأنَّ أَفعله ليست في الصفات ولأن امّره هو الذي يقول لك: مُرني برأيك، فالهَمزةُ فيه فاء كما ترى بالاشتقاق فكذلك في امَّعه، وهو الذي يقول: أنا مَعَك، ولأن باب كَوْكَب [ودَدَن] (١) قليلٌ، ونظيره دنمة وذنبه للقصير.

قال جارُ اللَّهِ: "أو تجويز الأمرين كأَلوق".

قال المُشَرِّحُ:

* لَعَمْرُكَ بِيْ مِنْ حُبِّ أَسْمَاء أَوْلَقٌ (٢) *

وهو إما فوعل لقولهم: أَوْلَقَ فهو مُأَوْلِقٌ. وإمّا أَفْعَل، من قولهم: جاءت الإِبل تَلِقُ، أي: تسرع، ويشهد له (٣) ألق فهو مألوق، وكذلك ما قاله أبو زيدٍ (٤) امرأة أَلَقَى - بالتحريك، وهي السَّريعة الوثب. كما يشهد للأول قولهم للمجنون مؤولق على مفوعل، أنشد الجوهري (٥):


(١) في (أ): "وددت قليل … " والصحيح من (ب) وهي هكذا في شرح المفصل للأندلسي.
(٢) أنشده هكذا في الصحاح ٤/ ١٥٦٨ ولم يذكر له تتمة، وهو في اللسان (ولق) عن الصحاح. وفي شرح المفصل للأندلسي ٥/ ١٤٢ قال: "وأنشدوا".
(٣) ساقط من (ب).
(٤) نوادر أبي زيد ص ٤٨٦، وجاء في تعليق أبي الحسن على ابن سليمان الأخفش الأصغر على النوادر ما يلي: "هكذا روى أبو زيد ألقى، والذي نحفظه عن الأصمعي ولقي، يقال: ناقة ولقي إذا كانت سريعة والمصدر الولق".
(٥) الصحاح ٤/ ١٤٤٧، والبيت لنافع بن لقيط الأسدي كذا في اللسان (ألق).
وينظر: مجلس مروان بن سعيد المهلبي مع الكسائي بحضرة يونس في مجالس العلماء =

<<  <  ج: ص:  >  >>