للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الألف الساكنة فهي حاجزٌ غير [حصين، ولذلك أمالوا نحو شِملال ولم يميلوا أكلت عِنَبًا، لأن الساكن] غير معتدٍّ به.

الألف في رداء منقلبة عن الياء لأن أصله من رديت على الخمسين وأَرديت أي: زيدت، لأن الرّداء زيادة على ما ستر العَورة الغَلِيْظة.

قال جارُ الله: "وعِلْباء".

قال المُشَرِّحُ: الهمزة في عِلْباء إلحاقية كحِرْباء، ولذلك تنون، ومن ثم لو جمعته لقلت عَلابِيّ كقراطيس، ولا تقول: عَلَابَى كصحارى، والذي يدل على أن مثله هذه الهمزة منقلبة عن الياء أنه أثبت مثل هذا النوع بالهاء فظهرت فيه الياء وذلك في نحو دِرْحَايَةٍ (١): رجل سمينٌ ضخمُ البَطْنِ قصيرٌ.

قال جارُ الله: "وعينًا في نحو قائل وبائع".

قال المُشَرِّحُ: أصل قال قول، وأصل باع بيع فأبدل الواو والياء ألفين فلما صرف منه فاعل وقعت الألف بعد الألف فلم يكن النطق بهما، لأنهما ساكنان والألف لا تتحرك، فقلبت همزة. وقيل: إنما همزت لأن أصل الواو والياء السكون ووقعت بعد ساكن فهمزت.

قال جارُ اللهِ: "ومن كلّ واو واقعةٍ أولًا شفعت بأخرى لازمة في نحو أَواصلٍ وأواقٍ جمع واصلةٍ وواقيةٍ قال:

* يا عَدِيًّا لقد وَقَتْكَ الأَوَاقِيْ "

وأُويصل تصغير واصل".

قال المُشَرِّح: إذا اجتمع واوان في أول الكلمة ولم تكن الثانية (٢) مدّة


(١) الصحاح ١/ ٣٦١: (درح) وأنشد:
عكوك إذا مشى درحايه
يحسبني لا أعرف الحدايه
(٢) في (ب): "التاء فيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>