للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: عندَ سيبويهِ لا يجوزُ دخولُ الفاءِ على خبرِ إنَّ، وعندَ الأخفشِ يَجُوزُ (١).

احتجَّ سيبويهِ بأنَّ الموصولَ لم يبقَ بعدَ دخولِ إنَّ عليه في صَدْرِ الكلامِ، فلا يَجُوزُ دخولُ الفاءِ في خَبَرِه، كما في لَيْتَ وَلَعَلَّ ولذلك يقولُ: من يَزرنيِ أَزره فيجزم ولو دَخَلَت إنَّ المشدّدة على مَن لقلتَ إنَّ من يزرنا نزره، لأنَّ إنَّ المشددة تُوجب بها المجازاة أمرٌ مبهم. قالَ ابنُ السَّرّاجِ: إذا شَغَلتَ حرفَ المجازاةِ بحرفٍ سواها لم يَجز نحو كَان (٢) وإنَّ.

حجةُ الأَخفش: الموصولُ بعدَ دُخُولِ إنَّ عليه في مقامِ الابتداءِ من حيثُ المعنى، ولذلك يجوزُ الرَّفعُ في المعطوفِ على اسمَ إنَّ جَوازًا مستَحْسَنًا، بِخلافِ لَيت وَلَعَلَّ، ويَشهدُ له قوله تعالى (٣): {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} فقولُ سيبويه قياسٌ، وقولُ الأخفشِ استحسانٌ.


(١) انظر الكتاب: ١/ ٤٥٣، والمقتضب: ٣/ ١٩٥، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٣٦، وشرح الكافية: ١/ ٩١، وشرح الأندلسي: ١/ ١٤٥، وابن يعيش: ١/ ٩٩. وشرح كتاب سيبويه للسيرافي: ٤/ ٥.
(٢) في (ب) إن وكأنّ.
(٣) سورة الأحقاف: آية: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>