للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخي، وكذلك يجوزُ فيه الجمعُ بينَ هذه الياء وبين الألفِ التي هي بَدَلٌ من (١) ياءِ (٢) الإِضافةِ، ولأنَّه لا يجوزُ فيها الضَمُّ كما يجوزُ فيها الكَسرُ والفتحُ، فتقولُ: يا أبتِ بالكسرِ كما نقولُ يا غُلامَ ويا أبتَ بالفتحِ، كما تقولُ يا ابن أمَّ، ويا أبتُ -بالضَّم- كما تقول: يا أبتِ (٣) -بالكسر (٤) - ولو كانت هذه التاء بدلًا من ياءِ الإِضافةِ لما جازَ فيها الضم؟ أجبتُ: الأصلُ في هذا التَّعويضِ لفظةُ الأمِّ، كأنَّهم (٥) أظهروا التاءَ المقدرّةَ فيها لمعنى التّفخيم، وهذا لأنَّ كلَّ مؤنثٍ لا تظهرُ فيه التَّاءُ فهو في تقديرِ التاءِ، ثم رَأوا أن يكتفوا بها عن الياءِ حتَّى لا يَجمعوا في آخرِ الاسمِ بينَ زيادتين كلٌّ منهما كلمة وثم زَادوا في الأبِ أيضًا هذه التاء للمَعنييَن. رَومًا للمطابقةِ بين الاسمين، ولما يَستحِقُّه الوالدان من التَّفخيم، بخلافِ الأخِ، فإنَّه ليسَ فيه تلكَ المطابقةُ، ولأنَّ الأخَ لا يستحقُّ التعظيمَ حَسبما يستحقُّه الوالدان. قوله: يا أبتِ (٦) بأنَّه يَجوزُ الجمعُ بينَ هذه التّاءِ، وبين الألفِ التي هي بَدَلٌ من ياءِ الإِضافةِ، قُلنا: هذه التّاءُ تَمَخَّضت عوضًا عن الياءِ، وإنما هي في الأصلِ للتأنيثِ، ثُمَّ للتَّفخيم، على ما ذَكَرنا، قوله: بأنَّه يجوزُ فيها الضَّمُّ، قلنا: لأنَّ الأصلَ في هذه التّاءِ التأنيثُ ثم التَّفخيمُ على ما مرَّ، ويقالُ: التَّاء فيه مقحمةٌ كإقحام الاسمِ المكررِ في:

يا تيمُ تيمَ عديٍّ ....

ويقالُ: هذا (٧) كما يقالُ: يا طلحةَ أقبل، بالفتحِ على معنى يا طلحَ ونحوه (٨):


(١) في (أ) عن.
(٢) في (ب).
(٣) في (ب) يا رجل.
(٤) في (أ).
(٥) في (ب) فإنَّهم.
(٦) في (ب).
(٧) في (ب) هو.
(٨) هذا صدر مطلع قصيدة للنابغة الذّبياني في ديوانه: ٥٤ وعجزه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>