للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَصحابِنا من الأَفاضلِ أنَّه طالعَ دِيوانَ أَبي مَنصُورٍ الكاتبِ المَعروفِ بِصُرّبَعَر (١) فاستَدرَكَ عليه في قَوله:

وكأنَّهم يبغُون في تلكَ الرُّبا … أن يَأسِرُوا العيُّوقَ والدَّبِرانِ

وذلكَ أنَّ الدبران لا يخلو من أن يكونَ مفردًا؛ أو مثنى، فلئن كانَ مفردًا فليس فيه إلّا النّصبُ، وإن كان مثنىً فحقُّه أن يكونَ بالياءِ. وكان الأستاذُ معجبًا بهذا الاستدراك فقلتُ له -على البديهة-: لأنَّه معطوفٌ على مَحَلِّ العَيُّوق، [ومحلُّه الجَرُّ بدليلِ أنَّ] (٢) أن يَأسِرُوا في معنَى المَصدَرِ، وهو مُضَافٌ إلى العَيُّوق، فظنَّه الأستاذُ وحيًا من السماءِ، وكاد يَسجِد لولا مانِعُ الحَيَا، وافتتَحَ بعقبِ (٣) ذلك مباحثُه للمفصَّل.

والثاني: - أن يكونَ على حذفِ المضافِ وإقامةِ المضافِ إليه مَقامَه،


= أنهم فرقة من أهل سمرقند في قديم الدهر ارتحلوا إليها. ولم يذكر اسمه، وترحّمه عليه يدلّ على أنه قد توفي قبل كتابة (التّوضيح) وقد أتمه الخوارزمي تأليفًا كما يقول في خاتمته سنة ٦٠٩ هـ.
ولا أدري فلعلّه هو الرضي الذي قال عنه الخوارزمي فيما نقل عنه ياقوت في معجم الأدباء: ١٦/ ٢٥١ .. مضيت إلى بخارى طالبًا للعلم وقاصدًا للقراءة على الرضي وعلى أية حال فالخوارزمي لم يذكر الرضي هذا إلا سبقه بـ (الأستاذ) إلّا في موضع واحد، وذلك حينما اختار له في بدائع الملح: ورقة ٦٠ قال: قال الإِمام منشئ النظر رضي الدين النيسابوري في صاحب الكتاب:
غاب مجد الدين عني غيبة … عرضتني لظني بعد هلاك
أطلب المجد فلا أدركه … وكذا المجد عسير الإِدراك (هكذا؟)
(١) شاعر عبّاسيّ اسمه علي بن الحسين بن علي بن الفضل الكاتب، لقب والده بـ (صرّبعر) لشدّة بخله، وانتقل اللقب إلى ابنه أبي منصور هذا، وهو شاعر مجيد من الكتاب. قال له نظام الملك: أنت صرّدرّ لا صرّبعر فلزمته توفي سنة ٤٦٥ هـ انظر ترجمته في وفيات الأعيان: ١/ ٣٥٩، والأعلام: ٥/ ٨١ له ديوان شعر طبعته دار الكتب المصريّة سنة ١٩٣٤ م.
وأنشد له الخوارزمي في مؤلفاته كثيرًا، واختار له في "بدائع الملح" ويلقبه بـ (صربعر) احتقارًا له وتهكمًا به.
والبيت في شرح الزملكاني: ٢/ ٤٦ نقلًا عن الخوارزمي دون إشارة.
(٢) في (أ).
(٣) في (أ) وفي (ب) بعد ذلك وكتبت بعقب فوقها بخط مغاير.

<<  <  ج: ص:  >  >>