للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ الله: ومنهم من يَرفعُهُما ويُضمِرُ الرَّافعَ، أي: إن كان معه خِنجَرٌ فالذي يُقتلُ به خِنْجَرٌ.

قالَ المُشَرِّحُ: تَفسير هذا الكلامِ قد مَرَّ آنفًا.

قالَ جارُ اللهِ: قال النُّعمانُ بنُ المُنذِرِ (١):

قَد قِيلَ ذلكَ إن حَقًا وإن كَذِبًا

قالَ المُشَرِّحُ: اعلَم أنَّ إيرادَ هذا البيتِ ها هُنا من حَيَّاتِ هذا الكتابِ وعَقَارِبِهِ وذلك أنّه يُوهِمُ أنَّ البيتَ من قبيلِ الكَلام المُتَقَدِّمِ، وأَنَّه يَجوزُ فيه الوُجُوهُ، وقد قالُوا بأنَّه لا يَجوزُ فيه [إلّا النَّصبُ] (٢)، وهذا لأنَّه إنَّما يقعُ مثلُ هذا على تقديره اسمًا لكانَ، ويُجعَلُ الخَبَرُ في تقديرِ الظَّرفِ له، ومُحالٌ أن تكونَ جُملةُ الشَّرطِ (٣) ظَرفًا لِجَميعهِ، فلهذا استَحَالَ أن تُقَدِّره بقولكَ: إن كانَ فيه حَقٌّ وكَذِبٌ، ومثله قولُهم: مذ كانَ ذلك إن صالِحًا وإن فاسِدًا، وأمَّا قولهم (٤):


(١) عجزه:
فما اعتذارك من قول إذا قيلا
وقصة البيت سيذكرها الشارح بعد قليل.
توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٥٠، والخوارزمي: ٢٨، وزين العرب: ١٩ وشرح ابن يعيش: ٢/ ٩٧، والأندلسي: ١/ ٢٩٥، والزملكاني: ٢/ ٢٧ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ١٣١، وانظر شرح أبياته لابن خلف: ١/ ١١٩ وشرحها لابن السيرافي: ١/ ٣٥٢، وشرحها للكوفي: ٣٣، ١٦٤. وانظر أمالي ابن الشجري: ١/ ٣٤١، ٢/ ٣٤٧، وشرح الأشموني: ١/ ٢٤٢، والخزانة: ٢/ ٨٧.
(٢) في (ب).
(٣) في (ب) الشيء.
(٤) البيت لليلى الأخيليّة، انظر ديوانها: ١٠٩ وروايته هناك.
لا تَغزُوَنَّ الدَّهرَ آل مُطَرّف … لا ظالِمًا أبدًا ولا مَظلُوما
من قصيدة لها تمدح آل مُطرف العامِرِيّين وتعرّضُ بعبد الله بن الزّبير. والبيت من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ١٣٢، وانظر شرح أبياته لابن خلف: ١/ ١٢٠، وشرحها لابن السيرافي: ١/ ٣٤٥، وشرحها للكوفي: ١٩، ٣٣، ١٦١ وقد ردّ الأسود الغُندجاني في فرحةِ الأديب: ١٩ على ابنِ السّيرافي، وأكُّدَ أنَّ البيتَ لحُميد بن ثور الهلالي. وهو بذلك يوافق ما رواه القالي في أماليه: ١/ ٢٤٥، وقد أثبتها الأستاذ المرحوم عبد العزيز الميمني في ديوان =

<<  <  ج: ص:  >  >>