للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفَعَلُوا. فعلى هذا الحَرْفِ مَدارُ المَبْنِيَّات، فإن سَألتَ: أَيشٍ (١) تَعْنِي بعاملٍ في قولِكَ لا بِعاملٍ، أَتعني به الموجبَ للسُّكونِ أو الحَرَكَةِ، أَم تَعني به شَيئًا آخر؟ [إن عَنيتَ به شَيئًا آخر] (٢) فلا بُدَّ من بنائِه، وإن عَنَيْتَ به ما ذَكَرْنَاه (٣). قُلنا كلّ مَبْنِيٍّ فلا بُدَّ لِسكونِهِ وحَرَكَتِهِ من سَبَبٍ بهذا التَّفسيرِ، أَلَا تَرَى (٤) أنَّهم يَذكرون لِنَفْسِ بناءِ (٥) الاسمِ كَمِّيةً (٦)، ولبنائِه على الحَرَكَةِ كَمِّيَّةً (٦) أيضًا، وكذلك لِبنَائِهِ على الحركةِ المَخْصُوصَةِ، أَجبتُ: المعنِيُّ بالعامِلِ سَبَبُ السُّكونَ أو (٧) الحركةِ المناسب لِقَصْدِ الواضِعِ بَدِيًّا، وهذا لأنَّ الواضعَ قد قَصَدَ بالأسماءِ تَصريفَها من حَالٍ إلى حالٍ، وكذلك بالفِعلِ المُضَارِعِ، إلَّا أنَّه قد يَتَّفِقُ فيهما الجُمُود لِعارضٍ.

قالَ جارُ اللَّه: يَتَضَمَّن معناه نحوُ أينَ وأَمسِ، أَو شِبهِهِ كالمُبْهَمات.

قالَ المُشَرِّحُ: أينَ بُنِيَ لجريِهِ مَجرى هَمْزَةِ الاستفهام، وعلى الحَرَكَةِ فِرارًا من التقاءِ السَّاكنين، وعلى الفَتحِ لأنَّه من ظروفِ المكانِ، وقَضيَّةُ الظَّرفِ أن تَكُونَ لَهُ صورةٌ النَّصبِ، وأَن يكونَ لَه هذه الصورةُ من قِبَلِ العامِلِ، [إلَّا أنه لما بُنِيَ بَطَلَ أن تَكُونَ هذه الصُّورةُ من قِبَل العامل] (٨) فَبَقِيَ له نَفْسُ الصُّورةِ (٩). أَمسِ بناؤُه على ما ذَكرناهِ لِتَضَمُّنِهِ مَعنى اللَّامِ،


(١) في (ب) ما تعني.
(٢) في (ب).
(٣) في (أ) ذكرنا.
(٤) في (ب) تراهم.
(٥) في (ب) بناء من الاسم.
(٦) في (ب) ثلاثة.
(٧) في (أ) والحركة.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ) ثم صحح هامش النّسخة فظهر بعضه في الصورة وبعضه لم يظهر، وما ظهر منه مخالف لما في نسخة (ب) والعبارة هناك هي: إلّا أنه لما بني بطل أن يكون له صورة النّصب وأن …
(٩) في (أ) نفس النصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>