للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللَّه: "وقَد جَاءَ في الغائبين أعطاهاهُ، وأعطاهُوها، ومنه قَولِهِ (١):

وقَدْ جَعَلَتْ نَفسِي تَطِيبُ لَضَغْمَةٍ … لِضَغْمِهُمَاهَا يَقْرَعُ العَظْمَ نَابُها

وهو قَليلٌ".

قَالَ المُشَرِّحُ: قَولُه: وهو قَلِيلٌ يَنْصَرِفُ إِلى ما لو كانَ الضَّميران فيه مُتَّصلين سَواءٌ كانا غائِبَين، أو أحدُهما مُخَاطبًا، وإن شِئتَ فاستَدِلّ بما ذكرناه من لَفظِ ابنِ السَّرَّاجِ: يَجوزُ أَعطاكَني فإِن بَدَأَ بالغايات قالَ: أَعطاهوني. قالَ سيبويهِ: هو قَبيحٌ لا يَتَكَلَّمُ بِهِ العَرَبُ، وقالَ أبو العبَّاس هو كَلامٌ جَيِّدٌ ليسَ بِقَبِيحٍ معنى أَعطاهاه - (٢) أَعَطى المُؤَنَّثُ المذكَّرَ، ومعنى


(١) البيت لمغلّس بن لَقيط. وفي إثبات المحصل: ٤٤ وخزانة الأدب: ٢/ ٤١٥ نقلًا عن "ضالة الأديب" لأبي محمد الأعرابي الأسود أنّ مغلسًا من ولد معبد بن نضلة وقد سماه المرزباني في معجم الشعراء: ٣٠٨ مغلسًا السعدي وأورد قصيدته التي منها هذا البيت. ثم ذكر بعده مغلّس بن لقيط بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن حجوان. أمّا مناسبة القصيدة التي منها هذا البيت فهي أنّ مغلسًا له ثلاثة أخوه هم أطيط ومدرك ومرّة وكان أطيط يحبّه ويحسن إِليه، ولمّا مات أظهر الآخران عداوتهما له فقال فيهما:
وقد أبقت الأيامُ بَعدَك مُدركًا … ومُرّةَ والدُّنيا كثيرٌ عتابُها
إذا رأيا بي غفلة آسدًا بها … أعادِيَّ والأعداءُ كلَبي كِلَابها
وقد أورد ابن المستوفي، والسّخاوي، والبغدادي وابن برهان في شرح اللّمع هذه الأبيات. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ٤٤، ٤٥ والمنخّل: ٨٥، والخوارزمي وزين العرب: ٣٠، وشرح ابن يعيش: ٣/ ١٠٥، والأندلسي: ٢/ ٤٧، والسخاوي: ٣/ ١٠ وانظر كتاب سيبويه: ١/ ٣٨٤، والإِيضاح لأبي علي: ٣٤، وشرح أبياته لابن بري ورقة: ٣ وشرحها لأبي الحجاج بن يسعون: ٩، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٨٩، ٢/ ١٠١ وخزانة الأدب: ٢/ ٢١٥.
قال ابن المستوفي: وأنشد أبو الحسن علي بن عيسى الرّبعي الزّهيري البيتين الأولين مثلهما وأنشد بعدهما:
إذا رَأيانِي قد تَعَمَّدَا … لِرِجْلِيَ مَغْواة هَيَالي تُرابُها
واعرضتُ أستبقيهما ثم لا أرى … حُلُومَهُمَا إلا سريعًا ذهابُها
فقد جَعَلت نفسي تهمُّ بضغمةِ … علي عِلِّ غيضٍ يَهزِمُ العظمَ نابُها
وليس فيه شاهد على هذا الإِنشاد.
(٢) في (أ) أعطا.

<<  <  ج: ص:  >  >>