للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا المسألةُ الأولى: فبازُ من البزوانِ وهو الوَثبُ، وبَزا عليه يَبزُو إذا تَطاول، وسُمِّيَ البازيُّ لتطاوله على سائرِ الطُّيور، ومنه البِزاءُ وهو خروجُ الصَّدرِ وتطاوُلُهُ (١)، ومنه خَزاه يَخزُوه خَزوًا إذا ساسَه وقَهَرَهُ، ومَعنى التَّطاوُلِ فيه لائحٌ.

أمَّا المَسألةُ الثَّانيةُ: فمعنى التَّطاوُل في العُشبِ ظاهرٌ، وذلِكَ أن العُشبَ من شأنِه أن يَنمُو ويَتَطاوَلَ، وفي الذُّبابِ كذلكَ لأنَّه يُؤديَ الحَيوان ويَعَضُّه، وهذا تطاولٌ عليه وزيادةٌ، وفي صوتِ الذُّباب أيضًا كذلك لأنّه صِياحٌ وشَغَبٌ وهذا بِعينه مَعنى التَّطاوُل، وفي الداءِ أيضًا بهذِه المَنزلةِ لأنَّه يَغلِبُ الحيوان ويَقهَرُه وكأنَّه يَتَطَاولُ عَليه، وفي السِّنورِ غيرُ خَفِّي لأنّه أبدًا يَتَعرّضُ للحيوانِ، ويَصيدُه، وهذه نِهاية التَّطاوُلِ.

أمَّا المسألةُ الثالثةُ: فلأنَّها في الأصلِ اسما فاعِل معتلِّ اللَّامِ ذهبَ منه اللَّامُ واجتُزِئ بالفتحِ والكسرِ فيهما تنزيلًا لهما منزلةَ خَمسَةَ عَشَرَ بعدَ إجرائِها مَجرى الصَّحيح ولذلك يقالُ في البازِيّ طارَ البازُ وطيَّرتُ البازَ فالرَّفعُ والنَّصبُ والكَسرُ في الأولِ (٢) مع الرفعِ في الثَّانِي اجتزاءً في الأوَّلِ، وإجراءَ الثاني مَجرى الصَّحيح والفتحُ في الأوّل مع الرّفعِ في الثَّاني كحضرموت والإِعرابِ في الأوّلِ مع انجرارِ الثَّاني كمعدي كَربٍ (٣) وأمَّا الخازَ باز، والخاز بازَ فتنزيلٌ لهما منزلةَ المُفردِ.

ما قبلَ البيت الأول (٤):

رعيتُهما أكرم عودٍ عُودا … الصِّلَّ والصّقيلَ واليَعضِيدا

والخاز بازَ السّنم المَجُودا … يُجيبُ يَدعو عامِرًا مَسعُودَا


(١) الصحاح: (بزا).
(٢) في (ب) الأولى.
(٣) تحرفت في (أ) هكذا: (يعد تكررارا).
(٤) هذا الرجز لم ينسب، توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٨٥، والمنخّل: ١١٦، والخوارزمي: ٧٥، وزين العرب: ٣٨، وابن يعيش: ٤/ ١٢٠، والأنصاف: ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>