للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: فَصلٌ؛ وأفعلُ هذا بادِئ بَدا أو بادىَء بَدِيّ أصله بادِي بدءٍ وبادئَ بَداء، مُخَفَّفٌ بطرحِ الهَمزَةِ والإِسكانِ، وانتصابه على الحالِ، ومعناه مُبتَدِئًا به قَبلَ كلِّ شيءٍ وقَد يُستَعمَلُ مَهموزًا وفي حَديثِ زَيدِ بنِ ثابِتٍ: "أمَّا بادئ بدء فإنّي أحمدُ اللهَ".

قالَ المُشَرِّحُ: [اجعل هذا بادي بدا افعل ظاهِرًا من بَدا يبدُو وما في المَتن أجود] (١) بدليلِ حَدِيثِ زيدِ بنِ ثابتٍ.

قالَ جارُ اللهِ: فصلٌ؛ ويقالُ: ذَهَبوا أيدي سَبأ، وأيادي سَبأ أي مثلِ أيدي سَبَأ بن يَشجُب في تَفَرُّقِهِم وتبدُّدِهِم في البلادِ حينَ أُرسِلَ عليهم سَيل العَرِمِ، والأيدي كنايةٌ عن الأبناء والأُسرة لأنهم في التَّقوِّي والبَطش بهم بمنزلةِ الأيدي.

قالَ المُشَرِّحُ: هذا الفصلُ والفصلُ المُتقدّمُ ليسا من فُضُول التَّركيبِ، بل هُما من فصولِ الإِضافةِ.

قالَ جارُ اللهِ: فَصلٌ في مَعدِ يكَرب لُغتان أحدهُما: التَّركيبُ ومنعُ الصَّرفِ. والثَّانيةُ: الإِضافةُ: فإذا أُضيفَ جازَ في المُضاف إليه الصَّرفُ وتَركُهُ تَقولُ: هذا مَعد يكرَب ومَعدِ يكربٍ وكذلك: قالي قَلا وحَضرموتَ وبَعلَبكَّ ونظائِرها.

قالَ المشرّحُ: إذا قُلتَ: هذا مَعد يكربَ فهو بمنزلة بَعلَبَكَّ، وأمّا مَعد يكربٍ فهو على الإِضافةِ والصَّرفِ، ومنهم من يقول: مَعدِ يكربَ يضيفُ ولا يَصرِفُ كَرِبًا يَجعَلُهُ مَعرفةً (٣)، مؤنَّثًا. فإن سألتَ: فلم مُنعَ الصَّرفَ


(١) في (ب).
(٢) على هامش نسخة (أ) ولم يظهر في الصورة.
(٣) في (ب) مؤنثًا معرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>