للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِزَيدٍ فـ "بزَيدُ" صِلَةُ مَرَرتُ (١) وتقديرُهُ (٢) كثِيرٌ منهم شاهِدٌ، ويُحتَمَلُ أن تكُونَ هي الاستفهاميَّة و"كَمْ" في كَم غُلامًا لَكَ ذاهبٌ هي الاستفهاميَّةُ، وهي المُبتَدَأةُ وغُلامًا مُمَيِّزُها، ولَكَ صِفَةٌ لِغُلام (٣) وذاهِبٌ خَبَرُهُ، تَقديره: أيُّ عَدَدٍ من غِلمانٍ مَملوكةٍ لَكَ ذاهِبٌ ولو قَدَّمتَ ذاهبٌ على لَكَ لكانَ ذاهبٌ صِفَةً لكم، والظَّرفُ وهو لَكَ خبرُ المُبتَدأ فإن سألتَ: لِمَ لَمْ يُجعل الظَّرفُ في هذه المسألة صِفَةً للمُبتدأ كما في المَسألةِ المُتَقَدِّمةِ؟

أجبتُ: هذا أيضًا يَجُوزُ إلَّا أنَّ الأحسن أن يُجعَلَ المرفوعُ الأوّلُ صفةً للمبتَدَأ، والمَرفوع الثَّاني خبرَ المُبتدأ حتَّى لا يَقَع الخَبَرُ فاصِلًا بينَ الصِّفةِ والمَوصوف. ولا يجوز في هذه المَسألة كم غِلمانًا لَكَ؟ كما لا يَجوزُ أعشرون غلمانًا لَكَ أم ثَلاثون؟. قالَ الأخفشُ: الكوفيّونَ يُجِيزُونَ كَمْ غِلمانًا لَكَ.

قالَ جارُ اللهِ: "وتقولُ في المفعولِيّة: كَم رَجُلًا رأيتَ؟ وكم غُلامًا مَلكتَ؟ وبكم رَجُلٍ مررتَ وأنفُسَ كم رَجُلٍ أنقذتَ، وعلى كَمْ جِذعٍ بُنِيَ بَيتُكَ؟

قالَ المُشَرِّحُ: كَم في كَمْ رَجُلًا رأيتَ؟ هي استفهاميّة، وهِيَ منصوبٌ بأنَّها مَفعولَة رأيتَ رَجُلًا مميِّزها تَقديرُهُ أيُّ عَدَدٍ من الرّجالِ رَأيتَ "وكَم" في كَم غُلامٍ مَلَكتَ هي الخبرية، وهي منصوبة على أنَّها مَفعولة مَلَكتَ، تَقديرُهُ: كثيرٌ من الغِلمان مَلَكتَ (٤)، وكذلك كَم في قولِكَ (٥): بكم رَجُلٍ مررتَ هي الخَبَرِيَّة وهي في مَحَلّ النَّصبِ على أنَّها مَفعولةٌ لكنَّها مَفعولةٌ غيرُ


(١) في (أ).
(٢) في (ب) تقديره بدون واو.
(٣) في (ب) لغلامًا.
(٤) في (ب).
(٥) في (ب) في قوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>