للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجبتُ: المُبتدأ هو المالُ كأنَّكَ قُلتَ: مالُكَ مسؤولٌ عن عَدَدِهِ، ولأنَّ معنى كَم مالُك (١): العشرون أم الثَّلاثون، والعِشرون في هذا المقام خَبَرُ المبتدأ ألا تَرى أنَّ التَّأكيدَ يقعُ له فيقالُ العشرون لا الثَّلاثون (٢) مالُكَ ولا يقع لمالِكَ فَلا يقالُ: العِشرون مالُكَ لا غيرَ مالك لأنّ الرابطة في كم مالك تلتحق بكم لا بمالك.

تَخميرٌ: إذا قُلتَ: كم دِرهَمُكَ فالسُّؤالُ عن وَزنِ الدِّرهَمِ، وإذا قُلتَ: كَم دراهُمِكَ فالسُّؤال عن عَدَدِها.

قالَ جارُ اللَّهِ: "وكذلك كم سِرْتَ، وكمْ جاءَك فُلانٌ، أي كَمْ فَرسخًا وكم مرَّةً أو كَم فَرسَخٍ وكم مَرَّةٍ".

قالَ المُشرِّحُ: ["كم" في كَمْ سِرتَ، وكم جاءَكَ فلانٌ يُحتَمَلُ أن تكونَ هي] (٣) الاستفهامِيَّة، وأن تكونَ هي الخَبَرِيَّة، وإذا أتيتَ بالمميّز منصوبًا فهي الاستفهامِيَّة وإن كان مَجرورًا فهي الخَبَرِيَّة، وأمّا إذا جِئتَ به مَرفوعًا فَيُحتَمَلُ المَحذوف ها هُنا كما يُحتَمَل أن يكون ظَرفَ مكانٍ يُحتَمَلُ أنَّ يكونَ ظَرفَ زَمَانٍ.

قالَ جارُ اللَّهُ: "فصلٌ؛ ومُمَيّز الاستفهاميَّة مُفردٌ لا غيرَ، وقولُهم: كم لك غلمانًا المُمَيّز فيه محذُوفٌ، والغِلمانَ مَنصوبةٌ على الحالِ بما في الظَّرفِ من مَعنى الفِعل والمَعنى كم نفسًا لَكَ غلمانًا".

قال المشرّح: هذا كما تقول: عبدُ اللَّهِ في الدَّارِ قائمًا لو قَدَّمتَ فقلتَ: كَم غِلمانًا لَكَ على الحالِ لم يَجُز. كما لا يَجوزُ عبدُ اللَّهِ قائمًا فِيها، لأنَّ الحالَ لا يَتَقَدَّم إذا كانَ العاملُ فيها (٤) مَعنى.


(١) في (ب) ولأن معنى كم: العشرون مالك أم الثلاثون.
(٢) صححت في هامش نسخة (ب) ولم تظهر في الصورة.
(٣) في (أ) فقط.
(٤) في (ب) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>