للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وقد أُجري المؤنَّث على المُذَكّرِ في التَّسويةِ بينَ لَفظَي الجَرِّ والنَّصبِ، فقيل: رأيتُ المسلماتِ، ومررتُ بالمسلماتِ كما قيل: رأيتُ المُسلِمينَ ومررت بالمُسلِمينَ".

قالَ المشرِّحُ: جمعُ سلامةِ المؤنَّث سُوِّي فيه بينَ لَفظَي الجَرِّ والنَّصبِ حَملًا له على جَمعِ سَلامةِ المُذكَّرِ، وهذا لأنَّ الأشياءَ تَجري على نَقائِضِها. كما تَجري على نَظَائِرِها.

قالَ جارُ الله: "فصلٌ؛ ويَنقسِمُ إلى جَمعِ قِلَّةٍ وإلى جَمعِ كَثرةٍ، فجمعُ القِلّةِ العَشَرةُ فما دُونَها، وأمثلَتُهُ أفعُلٌ، أفعَالٌ، أفعِلَةٌ، فِعلةٌ، كأفلُسٍ، وأثوابٍ وأجريَةٍ وغِلمةٍ. ومنه ما جُمِعَ بالواوِ والنُّون، والألفِ والتَّاءِ. وما عَدا ذلِكَ جموعُ كَثرةٍ".

قالَ المُشرّحُ: الّذي يَدُلُّ على أنَّ هذه الأربَعَةَ جموعُ قِلّةٍ أمران: أحدُهُما تحقيرُها على بِنائِها، والثَّاني: أنَّها تُجمَعُ جمعَ كثرَةٍ. وأمَّا جمعُ السَّلامَةِ فلأنَّ سلامةَ الواحِدِ فيه مَعَ الزِّيادة دليلٌ على أنَّه ضُمَّ إليه شَيءٌ، وهذا يُومي إلى أنَّ الواحِدَ غيرُ مغلوبٍ عليه تِلكَ الغَلَبَةُ القَوِيَّةُ.

قالَ جارُ اللهِ: فَصلٌ؛ وقد تَجعَلُ إعرابَ ما يُجمَعُ بالواوِ والنُّونِ في النُّونِ، وأكثرُ ما يَجيءُ ذلك في الشِّعرِ وتَلزَمُ الياءُ إذ ذاكَ قالُوا: أتَت عليه سِنِينَ، قالَ (١):


(١) البيت للصّمة بن عبد الله القشيري شاعر أموي ترجمته في الأغاني ٦ / أول الجزء (دار الكتب).
متي تبخ حبوا من سنين ملحّة … تشمّر لأخرى تنزل الأعصم الفردا
وبعده:
لحا الله نجدًا كيف تترك ذا الغنى … فقيرًا وجلد القوم تحسبه عبدا
وهو من قصيدة أوردها الهجريّ في "النوادر والتعليقات": ٤٨. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ٩٤، ٩٥، والمنخل: ١٢١، ١٢٢، وشرح الخوارزمي: ٧٩ وزين العرب: ٤٠، وشرح ابن يعيش: ٥/ ١١، وعرائس المحصل: ٢/ ١٥٠. وانظر: معاني =

<<  <  ج: ص:  >  >>