للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وفي الزَّائِدَةِ ثلاثةُ أوجهٍ: الحذفُ وهو أحسنُها كقولك: حُبْلِيٌّ ودُنْيِيُّ، والقلبُ، وأن تفصِلَ بين الياءِ والواوِ بألفٍ كقولِكَ: دُنْيَاوِيٌّ".

قال المُشَرِّحُ: في لفظِ الشَّيخِ ها هُنا وَهْمُ خُصوصٍ ولو قال [بأن يُفصلَ] (١) بين اللَّام واليَاءِ، لارتفعَ الوهمُ، وهذا لأنَّه كما يَجوزُ دُنْيِيٌّ ودَنْيَوِيُّ ودنياوي فكذلك حُبليٌّ وحُبْلَوِيٌّ وحُبْلَاوِيٌّ كفاطمِيٍّ ومَلْهَوِيٍّ وحَمْرَاوِيٍّ.

فإن سألتَ: الألفُ ألزمُ من الياء؟

أجبتُ لكنَّ الياءَ أَقوى، وذلِكَ [لأنَّ الألفَ] (٢) شيءٌ خَفِيٌّ يَجْري مَجرى النَّفَس لا مُعتمد له، ولذلك لا يُمكن تَضْعِيْفُهُ فكان طرحُهُ أَولى (٣).

وأمَّا حُبلويُّ فلأنَّ الألفَ المقصورةَ لها شَبَهٌ بالواقِعَةِ لامًا ولذلك تقولُ في التثنية حُبليان كمَرْمَيَان ومَلْهَيَان.

وأمّا حُبلاوِيٌّ فللتشبيه بحمْرَاوِيٍّ، ولذلك يُجمع ما في آخره الألفِ المقصورةِ والممدودةِ على فُعالى كحُبالى (٤) وصَحارى محافظةً على صورةِ المَنسوبِ إليه.

قالَ جارُ اللَّه: "وليس فيما وراءَ ذلك إلا الحذف كقولك: مُرامِيٌّ وحُبَارِيّ وقَبَعْثَرِيُّ وجَمَزِيٌّ في حكمِ حُبَارَى".

قال المُشَرِّحُ: إِنَّما حُذفت الألفُ لاستطالة الاسمِ، وهو منسوبٌ إِلى قَبعثرى وهو اسمُ رجلٍ عن الغوري (٥) منقول من القبعثرى وهو العَظِيْمُ الشَّديد عن المُبَرِّدِ. وقيل العَظِيْمُ الخَلْقِ الكَثِيرُ الشَّعْرِ من الإِبل والنَّاس.


(١) ساقط من (ب).
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في (ب): "أسهل".
(٤) في (ب): "وحبالى".
(٥) هو والدُ الغَضْبَان بن القِبَعْثَرَى تقدم في الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>