للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضّرورة، بخلافِ النسبةِ فإنها بمنزلةِ مقامِ الضَّرورة إذا المنسوب يتجشم له ما لا يتجشم لغيره من الأسماء فيقال أبوي (١) وعَضوي. ويجوز في النّسبةِ إلى الأست استي واستَهي نصّ على جوازِ كلا الأمرين فيه الإِمامان عبد القاهر الجرجاني وأبو سعيدٍ السيرافي (٢).

وشيخُنا -رحمه اللَّه- قد أفردَهُ فيما لا يجوزُ فيه إلا أحدُ الأمرين فكان مُستدركًا عليه.

قال جارُ اللَّهِ: "والثاني نحو عَدِيّ وزَنِي وكذا الباب إلا ما اعتل لامه مثل شِيَه فإنك تقول فيه وشوي، وقال أبو الحسن: وشيي على الأصلِ، وعن ناسٍ من العربِ عدوِيّ، ومنه سَهى (٣) في سهٍ".

قال المُشَرِّحُ: والثاني: أن يكونَ الساقِطُ غيرَ اللامِ فتقولُ في عدةٍ وزنةٍ عدي وزني إلا ما كان منه معتلَّ اللَّام فإنَّك لا تقولُ فيه شيي (٤) فرارًا عن ازدحامِ المُجانسة المُستثقلة، ولكنَّك تقولُ: وِشَوِيّ على كسرِ الواوِ وفتحِ الشّين، وهو مذهبُ سيبويه، وأمّا الأخفشُ فيقول: وشيي (٥).

احتج الأخفشُ بأنَّ الواوَ لمّا رُدت إلى الكلمةِ رُدت [الشين أيضًا إلى أصلها] (٦) أيضًا من السُّكونِ.

حجةُ سيبويه: أنّها لما عادت ولم تُغير (٧) الشين عن كسرتها إذ كانت لازمة لها في أكثر أحوالها، والواو كالعاريةِ فيها فتحصل الواوُ والشينُ


(١) في (ب) "بنوي".
(٢) شرح الكتاب: ٤/ ١٦٠، ونص كلامه: "فإن تركته على حاله قلت: أسمى وأستى … وإن شئت حذفت الزوائد التي في الاسم ورددته إلى أصله … فقلت: بنوي وستهي … ".
(٣) في (ب): "ستهي".
(٤) في (ب): "شيئًا".
(٥) الكتاب: ٢/ ٨٠، ورأى الأخفش في شرح الكتاب لأبي سعيد السيرافي: ٤/ ١٦٣.
(٦) في (ب): "إلى أصلها السين أيضًا".
(٧) في (ب): "تغني".

<<  <  ج: ص:  >  >>