للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَدخُلُ في المَنسوبِ ما ليس منه تَسويةً للفظه، فلئن يدخلُ فيه ما هو منه أَولى، وذلك نحو غَدٍ غَدَوِيٌّ ويَدٍ يَدَوِيٌّ.

فإن سألتَ: فقد قالوا في أصلِ غَدٍ ويَدٍ (١) غَدْوٌ ويَدْيٌ، بسكون العين؛ لأنه الأصلَ إلى (٢) أن يقوم على الحركةِ دليلٌ فلم تحرك ها هنا في النسبةِ إلى العينِ، وكيفَ لم يُعامل معاملةَ ظَبْيٍ وغَزْوٍ؟

أجبتُ: ما الدليل على تحرك العين ها هُنا؟، وهذا لأن أبا الحسن يسكن ما أصله السُّكون، فيقول غَدْوي (٣) ويَدْوي وكذلك بَنْوي وسَمْوي، ولئن سلَّمنا تحرك العين قلنا: العين في ظَبْيٍ وغَزْوٍ ساكن أما ها هُنا فقد تحركٌ، وبقيَ كذلك إلى زمانِ النِّسبة. الحر: مخفف وأصله: حرحٌ بدليل أنَّ جمعَه أحراحٌ وحَرَحَى بفتح الراء. ذكره السيرافي في (شرح الكتاب) (٤).

قال جارُ الله "ومنه أبنيٌّ وبَنَويٌّ وأسميٌّ وسَمَويٌّ -بتحريك الميم- وقياسُ قولِ الأَخفشِ إسكانُها.

قال المُشَرِّحُ قوله (٥): "ومنه ابني وبنوي" ليس من قول أبي الحَسن وإنما هو معطوفٌ على قوله: وحِرِيٌّ حِرَحِيٌّ، وهذا لأنَّ لامَ الكلمةِ لا تعودُ في هذين الاسمين، فيكونُ فيه الوجهان.


(١) في (أ): "يد وغد"، والنص من هنا إلى آخر الفقرة نقله الأندلسي في شرحه: ٣/ ٧٣ إلا يسيرًا.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في (أ): "يدوي وغدوي"، وأشار ناسخ (ب) إلى قراءة نسخة أخرى (يديني).
(٤) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٧٣ عبارات المؤلف هنا وبها شَرَحَ كلام الزمخشري دون زيادة.
(٥) شرح الكتاب: ٤/ ١٥٩، قال: "وإنما ألزمنا الفتحة الحرف الثاني وإن كان ساكنًا في أصل البنية لأن الحرف الثاني كانت الحركة له لازمة للإِعرإب، وإنما ردوا الحرف الذاهل لقلة الحروف … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>