للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالفتح منسوبٌ إلى البَصرة، لكنَّ هذا القول لا يطابق ما ذكره الشَّيخُ -رحمه الله- إذ لو كان كذلك لما كانَ من المَعدولةِ عن القياسِ، وكأنَّه كُسرَ ليكون فرقًا بين المَنسوب إلى المدينة وبينَ المنسوب إلى البَصرة بمعنى الحِجَارة، ونظيرُهُ السُّهيلي بالضم في المنسوبِ إلى السَّهل خلافِ الحَزنِ فيه شَبَهٌ بعُلوي لأنَّ السهلَ والحزنَ في هذا المَعنى كالعُلوِ والسُّفلِ، وبالفتحِ منسوبٌ إلى رجلٍ وكذلك دُهري -بالضم- منسوب (١)، الذي أتى عليه دَهْرُ كَثيرٌ. وبالفتحِ القائِلُ بقدم الدَّهْرِ، وهذا من بابِ دفعِ المُشاركة. وأمَّا عُلْوِيٌّ -بالضمّ- في عالية الحجَازِ فالقياسُ فيه عالوي كحانوي، فأقيم عُلويٌّ -بالضم- مقامه؛ لأنَّه في معناه، وهو أخفُّ منه، وهذا من باب خرطِ الكلمةِ وتَثقيفِها، ومن بابِ دفعِ المشاركةِ أيضًا؛ لأنَّه يقال في النِّسبة إلى عالية العراق عالوي علىَ القِيَاسِ.

وأمَّا طائِيٌّ: فالقياس فيه طيّئِيٌّ على ما ذكرنا، وهذا من باب الخرط والتثقيف، وكذلك أُمويّ بالنسبة إلى أُمية، ومنه ثَقَفِيٌّ في المنسوب إلى ثَقِيْف، لكن الخرط والتثقيف هما (٢) على نوعين:

أحدهما: أن تَخرج الكلمة منِ الاعتدال خروجًا فاحشًا نحو جلولي (٣) وحروري (٤) لموضعين، فلا يتوقف خَرطُهُما وتثقيفهما على شيءٍ، فيقال فيه: جلولي وحَرَوْرِيٌّ، ونحوهما خُراسيٌّ في خراسان.

والثاني: أن تخرج الكلمة من الاعتدال خروجًا غيرَ فاحشٍ فيتوقف خرطها وتثقيفها على شريطتَين:

أحدهما: كثرةُ الاستعمال.


(١) ساقط من (ب).
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في معجم البلدان: ٢/ ١٥٦.
(٤) المصدر السابق: ٢/ ٢٤٥، وكلاهما بالمد (جلولاء وحروراء).

<<  <  ج: ص:  >  >>