للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: "وما خَلا الواحِدُ والاثنين فإنَّك لا تقول فيهما واحدُ رجالٍ ولا اثنا درهمٍ، بل تَلفِظُ باسمِ الجنسِ مفردًا، وبه مثنى كقولك: رجلٌ ورجلانِ، فتحصلُ (١) لك الدّلالتان معًا بلفظةِ واحدةٍ وقد عَملَ على القِيَاسِ المرفوضِ مَن قَالَ:

* ظَرْفُ عَجُوزٍ فيه ثِنْتا حَنْظَلِ *"

قالَ المُشَرِّحُ: ما قبله (٢):

تَقولُ يا ربَّاهُ يا ربَّ هلِ

إِن كنتَ من هذا مُنَجِّي أَحْبُلِيْ

إمَّا بتَطْلِيْقٍ وإِمَّا بارحَلِي

كأنَّ خِصْيَيْهِ من التَّدَلْدُلِ

ظَرفُ عَجُوْزٍ [فيه ثِنْتا حَنْظَلِ] (٣)

حكى هذا الشَّاعر عن امرأة أنّها دَعَت على زَوْجِها، وطلبَتْ منه الرَّاحةَ، وقولها (هَلِ) أرادت هل يُحسِنُ (٤) إليَّ بتَفريقٍ بيني وبينَه مُنَجِّي: خبرُ كان لكنَّه أسكن الياءَ للضَّرورة. الأَحْبُلُ: جمعُ حَبْلٍ وهو ما بينهما من العَقْدِ، "عنى بتطليقٍ" صريحُ الطلاقِ و"بارحلي" الكنايةُ عنه.

تقولُ: إن كنتَ تُنَجِّيْنِي من هذا الرجلِ عِشْتُ، فحذفَ جوابَ الشَّرطِ.


(١) في (ب): "فحصل".
(٢) تقدم ذكره في باب المثنى ولم يكمل الأبيات هناك وأكملها هنا.
وأضيف هنا أنني وجدت هذين البيتين في شرح شواهد الإِيضاح لمجهول منسوبين إلى جندل بن المثنى الطهري قال: -فيما زعم- الجرمي.
(٣) في (ب): "ظرف عجوز … البيت".
(٤) شرح الألفاظ من كتاب أبي محمد السيرافي شرح أبيات سيبويه: ٢/ ٣٦٢، ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>