والتولة - أي السحر وما أشبهه - شرك). وروى أحمد والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من تعلق شيئا وكل إليه). وروى أحمد من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علق تميمة فقد أشرك). وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يقول الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). وروى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله. قال: الرياء). وخطب أبو موسى الأشعري فقال:" يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل ".
ومن هنا رفع عدد من علماء الإسلام عقيرتهم ضد بعض المظاهر المبتدعة التي يرتكبها العوام عند زيارة مدافن أهل الفضل وأضرحتهم، وإنما رفع أولئك العلماء عقيرتهم ضدها، نصحا منهم لعوام المسلمين، حتى لا يقعوا بسببها تحت طائلة الشرك الخفي الذي هو أخفى من دبيب النمل كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفي طليعة العلماء الذين جاهروا بالنصح في هذا السبيل حجة الإسلام الغزالي نفسه، وهو من كبار العارفين في كتابه الشهير (الإحياء)، فقد قال رحمه الله في أواخر كتابه {الإحياء} عند كلامه على زيارة القبور ما نصه: " زيارة القبور مستحبة على الجملة للتذكر والاعتبار، والمستحب في زيارة القبور أن يقف - أي الزائر - مستدبر القبلة، مستقبلا بوجهه الميت، وأن يسلم ولا يمسح القبر، ولا يمسه، ولا يقبله، فإن ذلك من عادة