لا إلى هوى الإنسان، {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}[الأعراف: ٥٤]، فليس للناس أن يحلوا ما حرم الله، ولا أن يحرموا ما أحل الله، تبعا لمجرد أهوائهم وشهواتهم.
وحذر كتاب الله من الحكم على الأشياء بالتحليل والتحريم دون سند شرعي، واعتبر المغامرين بذلك من عند أنفسهم متطاولين على الشرع ومفترين على الله، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ}.
ونظرا إلى أن الشهوة الغالبة، والمتعة الزائفة، هما أهم سبب فيما يقدم عليه بعض الناس من تحليل الحرام جاء التعقيب على ذلك بما ينفر من تلك الشهوة وتلك المتعة، فقال تعالى:{مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وما دام الحق سبحانه وتعالى يعلم ضعف الإنسان، وما توحي إليه به نفسه الأمارة بالسوء، وأنه عرضة للتورط في المعصية والإثم، فقد فتح الله سبحانه لعباده باب التوبة على مصراعيه، حتى يمكنهم أن يستأنفوا الطاعة بعد المعصية، والاستقامة بعد الانحراف، وحتى يمارسوا من جديد عمل الحسنات، تكفيرا عما ارتكبوه من السيئات، وذلك قوله تعالى:{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا}.
وقوله تعالى هنا:{لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}، يتضمن