أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي لم يجد من يدفع عنه عذاب الله، ولم ينفعه ما كان يفتخر به على صاحبه من المال والولد {وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}.
وفي أعقاب هذه المحاورة وما تضمنته من مواقف تدعو إلى التأمل والاعتبار أكد كتاب الله أن الملجأ الوحيد الذي ينبغي الالتجاء إليه، والركن الركين الذي ينبغي الاعتماد عليه، في السراء والضراء، والشدة والرخاء، والدنيا والآخرة، هو الحق سبحانه وتعالى، فهو ولي من والاه، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فقال تعالى:{هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} فعاقبة من آمن به وتوكل عليه عاقبة خير ونصر {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}[محمد: ١١]. و " الولاية " بالفتح النصرة والتولي، وبالكسر الحكم والملك، وقال أبو عبيد:" الولاية بفتح الواو للخالق، وبكسرها للمخلوق " وكلمة {الْحَقِّ} هنا بخفض القاف نعت لله عز وجل، على غرار قوله تعالى في آية أخرى:{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}[الأنعام: ٦٢].
- وأما المثل الثاني الذي ورد في هذا الربع فهو يتضمن تشبيه حال الدنيا في نضارتها وبهجتها وما يعتورها من هلاك وفناء -بالنسبة لحياة كل فرد في حد ذاته، وبالنسبة لحياة النوع البشري على العموم- بحال النبات الذي يستمد غذاءه من الماء، فينمو ويترعرع، ويصبح أخضر يانعا تعلوه الأزهار، وتزينه الثمار، ثم يميل نجمه إلى الأفول، ويحل به اليبس والذبول، وهذا