محدودا، خاليا من نفع الغير، ناسيا حقوق الله وحقوق الخلق، وقد قال عليه السلام:(نعم المال الصالح للرجل الصالح). فالمذموم إذن ليس هو كسب المال ولا إنجاب الولد، وإنما هو تسخيرهما لما ليس فيه رضا الله، ولما لا منفعة فيه لعيال الله، قال القرطبي في تفسيره:" وإنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا، لأن في المال جمالا ونفعا، وفي البنين قوة ودفعا، فصارا زينة الحياة الدنيا ".
أما {الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} فمن جملة ما روى في تفسيرهما قول ابن عباس رضي الله عنه: " أنها كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة "، وإلى مثل هذا القول ذهب عبد الرحمان بن زيد بن أسلم إذ قال:" هي الأعمال الصالحة كلها "، واختاره ابن جرير الطبري، وقال القرطبي:" إنه هو الصحيح إن شاء الله، لأن كل ما بقي ثوابه جاز أن يقال له هذا ". وهكذا تندرج في " الباقيات الصالحات " وتكون جزءا منها نفس الصلوات الخمس، والأذكار المأثور فضلها، وهي " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " مما خرجه مالك في الموطأ والنسائي والترمذي وابن ماجة في السنن، ويشهد لتفسير (الباقيات الصالحات) بالمعنى العام الذي أوردناه قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به، أو صدقة جارية)، فهذه الأمور الثلاثة كلها بمقتضى الحديث الشريف " صالحات باقيات " لأنها أعمال خير تبقى ثمرتها