المحمدية في شعارها الجامع المانع شعار التوحيد {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}.
وكما نوهت سورة الكهف في مطلعها بالمؤمنين الذين يعلمون الصالحات وزفت إليهم البشرى فقال تعالى:{وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}[الآية: ٢]، أكدت في ختامها بصورة قاطعة أهمية الإيمان بالله والعمل الصالح، مبينة أن ذلك هو الوسيلة الوحيدة إلى الله، لمن ابتغى قبوله ورضاه {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
والآن وقد ختمنا بفضل الله ومعونته سورة الكهف المكية، تنتقل إلى سورة مريم المكية أيضا، وقد جاءت هذه السورة مفتتحة بالحروف الهجائية المتقطعة على غرار مجموعة السور المتفتحة بمثل هذا النوع من الحروف، وقد بينا عند تفسيرها ما في ذلك من حكمة وإعجاز، وإنما عرفت هذه السورة باسم سورة مريم، لما ورد فيها من قصة مريم بنت عمران وميلاد ابنها عيسى عليهما السلام {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ}{قَالُوا يَا مَرْيَمُ}{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}. وهذه القصة لا تستغرق سورة مريم بأكملها، كقصة يوسف التي استغرقت سورة يوسف بتمامها، بل إن سورة مريم علاوة على ما تضمنته من الحديث عن مريم وابنها عيسى عليهما السلام تعرضت لذكر عدد من الأنبياء والمرسلين، فوصفت أحوالهم، والإرهاصات التي جرت لهم في بداية أمرهم، وذكرت شيئا من