عند المناجاة، وهذا هو السر في تسمية الصلاة ذكرا، كما جاء في قوله تعالى:{فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}، أو أقم الصلاة لأذكرك في ملأ خير من الملأ الذي ذكرتني فيه، أو أقم الصلاة إذا ذكرتها أو ذكرت بها، ويرتبط بهذا المعنى الأخير قوله صلى الله عليه وسلم:(من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها). أما قوله صلى الله عليه وسلم:(رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ) الحديث، فالمراد به رفع الإثم لا رفع الفرض عنه، إذ لا بد من توفية التكليف حقه بإقامة القضاء مقام الأداء، ونقل القاضي أبو بكر (ابن العربي) معنى آخر لهذه الآية، إذ قال ما خلاصته:" قالت المتزهدة: معنى {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} أقمها لمجرد ذكري، ولا تذكر فيها غيري ". ثم عقب (ابن العربي) على ذلك قائلا: " وهذا لمن قدر عليه هو الأولى، فمن لم يفعل كتب له منها بمقدار ذلك فيها ".
وقوله تعالى حكاية لدعاء موسى:{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي} تنبيه لكل حامل رسالة، أو قائم بدعوة، أن يلجأ إلى الله بادئ ذي بدء، ويلتمس منه العون، حتى يشرح الله صدره، فلا يتبرم بأعباء الرسالة، ولا يتضايق من متاعب الدعوة، وحتى ييسر الله أمره، فلا تقف دونه العراقيل والمعوقات، وحتى يفتح له قلوب الخلق، فيقبلون عليه وينتفعون به.
وقوله تعالى حكاية لتتمة الدعاء الذي دعا به موسى:{وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} تنبيه على