أن الدعوة إلى الله ومثلها جميع المهام، التي تهدف إلى خدمة الصالح العام لا تنجح ولا تنتشر على أوسع نطاق إلا إذا وجد القائمون بها أعوانا على الخير يؤازرونهم في العمل، ويشاركونهم في المسؤولية، وبذلك تتضاعف النتائج وتزكو الثمرات.
وقوله تعالى:{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} بشارة من الله لكل من التجأ إلى بابه الكريم، مادا إليه أكف الضراعة بصدق ويقين وإخلاص، أن يحقق له الأمل، ويعطيه ما سأل {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}[النمل: ٦٢].
- الأمر الأول: أن الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون مصحوبة بالتفاؤل والرجاء، لا بالتشاؤم واليأس، بحيث يكون الداعي قوي الثقة بالله، قوي الثقة بفعالية الدعوة وتأثيرها في النفوس، والوصول بها إلى النتيجة المرجوة.
- الأمر الثاني: أن الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون لغتها لغة مهذبة، وأن يكون أسلوبها أسلوبا لينا، فلا فحش ولا غلطة ولا جفوة، ونفس التوجيه الذي تلقاه موسى وهارون عليهما السلام تلقاه خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه، إذ خاطبه ربه قائلا:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥]. قال القرطبي: " القول اللين هو القول الذي لا خشونة فيه، وإذا كان موسى أمر