صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}، ويشير لهذا المعنى نفسه قوله تعالى في سورة المرسلات:{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ * فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ * وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}[الآيات: ٧، ٨، ٩، ١٠، ١١، ١٢، ١٣، ١٤]. وقد اهتدى العلم الحديث بطرائقه الخاصة إلى نفس النتيجة الحتمية التي أعلنها كتاب الله منذ أربعة عشر قرنا، ألا وهي أن الكون سيعترض لانقلاب شامل تتغير به معالمه، وتختل معه نواميسه ودعائمه.
ويستفاد من هذا الوصف أيضا ما يكون عليه الخلق يومئذ من الرهبة والجزع، وما يعلو وجوههم من الوجوم والفزع، حتى إذا ما تحادثوا فيما بينهم تحادثوا همسا دون جلبة ولا ضوضاء، بحيث لا يسمع لهم نطق ولا كلام، من هول ذلك المقام {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}{وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}.
ويستفاد من هذا الوصف أيضا ما أعده الله يوم الفصل من خيبة وخسران، للظالمين الذين لم يؤدوا حقوق الله، فكفروا به وأشركوا، ولم يقدروا الله حق قدره، أو لم يؤدوا حقوق العباد فعرضوهم للضياع والهلاك، وما أعده من شقاء في الدنيا وعماء في الآخرة للمعرضين عن كتابه، المتجاهلين لخطابه، الذين عميت منهم البصائر والأبصار، فلم ينفع فيهم تبشير ولا إنذار، {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} - {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ