ويستفاد من هذا الوصف أيضا أن الوساطات والشفاعات التي اعتدها الناس في حياتهم بالنسبة للعصاة والمذنبين، جربا مع أهوائهم ومصالحهم، لا تأثير لها في الآخرة، لكن هناك شفاعة خالية من الأغراض والأهواء، يأذن بها الحق سبحانه وتعالى لمن يشاء، من المشفوع فيهم والشفعاء {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا}.
وإلى جانب هذا كله تعهد الحق سبحانه وتعالى في هذا الوصف، للمؤمنين الصالحين من عباده، بالنصرة والتأييد، والهداية والتسديد، والسعادة الحقيقية التي لا يشوبها شقاء، في الدنيا والآخرة على السواء، فقال تعالى:{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}، وقال تعالى:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}.
وكما قص كتاب الله في هذه السورة (سورة طه) قصة موسى مع فرعون، ردد فيها أيضا صدى قصة آدم مع إبليس، التي سبق ذكرها في سورة البقرة، وسورة الأعراف، وسورة الحجر، وسورة الكهف، والحكمة في ذلك حسبما يظهر من السياق هي تنبيه بني آدم إلى وجوب التحفظ من وسوسة الشيطان، والحذر التام من التعرض لغوائله، حتى يسعدوا بنعيم الجنة ولا يشقوا بعذاب النار