كما جاء في الحديث الشريف، وبذلك يحق له أن يقول مع القائلين من المؤمنين الصادقين:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: ٢٠١].
ويكشف كتاب الله النقاب عما يندفع إليه الإنسان من العجلة وعدم التأني في كثير من المواقف والتصرفات، بدلا من الأناة والتثبت في تحديد الوسائل والغايات، حتى إذا ما أنذر بعقاب إلهي آجل، تحدى القدرة الإلهية في أن تنزل به ذلك العقاب حالا وفي العاجل، كأن قدرة الله ينبغي أن تكون طوع يديه، وينسى أنها لو واجهت تحديه بتحد مثله لأبادته وقضت عليه، وذلك قوله تعالى هنا:{خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. ونفس المعنى ورد في قوله تعالى:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا}[الإسراء: ١١]، وقوله تعالى:{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}[يونس: ١١].
ويصور كتاب الله للكافرين والشاكين بكل دقة ووضوح ما ينتظرهم يوم القيامة من الأهوال والمفاجآت، مما ستذهب نفوسهم عليه حسرات، فيقول الحق سبحانه وتعالى:{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}.
ويصف كتاب الله ما يكون عليه الطغاة الظالمون، الغافلون