للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥، ٦، ٧] كما سبق فيها ما يشير إلى وصف أعداء الإيمان وخصوم الرسالة الإلهية، في الجاهلية وما قبلها، بممارسة عدة أعمال فاحشة لا يرضى عنها الطبع السليم، ولا الشرع القويم، حيث قال تعالى في شأنهم ووصف أعمالهم على وجه الإجمال: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} [الآية: ٦٤]، وفي طليعة تلك الأعمال المنكرة ممارسة الزنى والتبرج، اللذين لا يتصور معهما إحصان ولا عفاف، فجاءت سورة النور تضع النقط على الحروف، وتبين " آياتها البينات " أسس التربية الخلقية والاجتماعية النظيفة، التي يجب ان يقوم عليها المجتمع الإسلامي والأسرة المسلمة، بصفها الخلية الأولى وحجر الزاوية في بناء ذلك المجتمع، حتى يقضى على الخصال الجاهلية، والمفاهيم الوثنية غير الأخلاقية، قضاء مبرما.

وهكذا أشهرت " سورة النور " الحرب على الزنى وما ألحق به، سواء كان عن طواعية أو إكراه، وحددت طريقة الزواج المشروع وما يلزم اتباعه في شأنه بالنسبة للفقراء والأيامى، وملك اليمين، وأحاطت عرض الأزواج بأكبر الضمانات، حتى لا يلغ أحد في عرض أحد، وبينت الإجراءات الاستثنائية التي يلزم اتخاذها عند صدور القذف من نفس الزوج في عرض زوجته، وبهذه المناسبة تعرضت في عدة آيات لقصة الإفك التي اختلقها المنافقون، وروجوها للقذف في عائشة أم المؤمنين، ثم ما أنزل الله في براءتها ولعن المنافقين، ووصفهم المشين، كما قررت

<<  <  ج: ص:  >  >>