للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيح مسلم وموطأ الإمام مالك، وفي رسول الله للصالحين من أمته إسوة حسنة، قال ابن عباس: " من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء فقد بات لله ساجدا وقائما ".

والوصف الرابع من أوصاف " عباد الرحمن " يشير إليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}، بمعنى أنهم بالرغم مما هم عليه من طاعة وعبادة وحسن خلق لا يسيطر عليهم العجب والغرور بما قدموه من أعمال، بل يدعون الله، وهم بين يديه ساجدون، وفي تهجدهم مستغرقون، أن يقيهم عذاب النار ويجنبهم ما في القيامة من أهوال، وهكذا يتقلب قلب المؤمن الحق دائما بين الخوف والرجاء، وإن بلغ ما بلغ في درجات القرب والاصطفاء، ومعنى لفظ " الغرام " في قوله تعالى هنا: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} الهلاك الملازم، والخسران الدائم.

والوصف الخامس من أوصاف " عباد الرحمن " يشير إليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، بمعنى أنهم عند قيامهم بالإنفاق في الطاعات لا يفرطون في الإنفاق، إلى حد أن لا يجدوا ما ينفقون على عيالهم، ومن هم مطالبون بالإنفاق عليهم، كما أنهم لا يقبضون أيديهم عن الإنفاق شحا وبخلا، إلى حد أن يهملوا ما عليهم من الحقوق والواجبات، ولا يتطوعوا بأي شيء من الصدقات، بل يلتزمون الحد الوسط في نفقاتهم المطلوبة شرعا، وهذا معنى قوله تعالى هنا: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} قال ابن عطية: " والحسن في

<<  <  ج: ص:  >  >>