للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ}، وأنهى كتاب الله قصة موسى في هذا الربع، ببيان العاقبة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه، وموسى ومن معه، فقال تعالى مشهرا بعاقبة الفريق الأول، ومنذرا بنفس العاقبة لكل من سار على نهجه {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} وقال تعالى منوها بعاقبة الفريق الثاني، ومبشرا كل من اهتدى بهديه: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ}.

ولا شك أن ما تضمنته قصة موسى، من المواقف والمشاهد والمثلات والعبر، كان يشابه أو يقارب إلى حد كبير ما يواجهه خاتم الأنبياء والمرسلين في الحال، وما سيواجهه في المستقبل المنتظر، فقد عبأ مشركو قريش جميع قواهم المادية والأدبية للطعن في رسالته، وحاولوا بكل الوسائل محاصرة دعوته، وكما فارق موسى وقومه معه مصر، لينجوا من طغيان فرعون وقومه، هاجر خاتم الأنبياء والمرسلين مع أصحابه من مكة، لينجوا من طغيان الشرك وأهله، وكما كان النصر على فرعون حليف موسى في عاقبة أمره، سيكون النصر حليف الرسول وصحبه في نهاية عمره {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ *

<<  <  ج: ص:  >  >>