الإسلامية، التي تتكفل بحماية حقوقه وصيانتها، ووجب عليه أن يساهم في تمويلها مقابل حمايته ورعايته، وذلك عن طريق " الجزية " المحدودة، كما يساهم المسلمون أنفسهم في تمويل دولتهم عن طريق (الزكاة) المفروضة، فإن لم يؤمن بالإسلام وحاول علاوة على ذلك فتنة المسلمين عن دينهم، بالتآمر على الدولة الإسلامية، أو بتضليل المسلمين وإفساد عقيدتهم، أوقفه المسلمون عند حده، وعاملوه بنقيض قصده.
ومما ينبغي مزيد التأمل فيه من آيات هذا الربع قوله تعالى:{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
فهاهنا كلمتان هما محور الآية الذي يدور عليه موضوعها من أولها إلى آخرها: الكلمة الأولى كلمة (ظلمات) التي وردت بصيغة الجمع، والكلمة الثانية كلمة (نور) التي جاءت بصيغة الإفراد، فالنور الواحد الذي لا يتجزأ ولا يتعدد هو المصباح الإلهي المنير، الذي يضئ به قلوب أوليائه، ممن تغلب عليهم طاعة الله وتقواه، وامتثال أمره ونهيه، على حد قوله تعالى:{نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}. ومن كان الله له وليا كفاه كل شئ {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}. و (الظلمات) المتعددة التي لا تنحصر أنواعها ولا أصنافها، من ظلمة الكفر والشرك، إلى ظلمة المعصية والفسق، ومن ظلمة الظلم والعدوان، إلى ظلمة الزور والبهتان، وهكذا إلى ما لا نهاية له، هي السحب السوداء، والغيوم