للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قصة موسى الكليم عليه السلام تتضمن تكليمه وإرساله من عند الله، وتمرينه على استعمال المعجزات التي يتحدى بها أعداء الله، مع ما يتصل بذلك من ظروف وملابسات، كلها مفاجآت، فقال تعالى {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} أي أبصرتها من بعيد {سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} أي آتيكم بشعلة نار تستدفئون بها {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} أي بورك فيك يا موسى وفي الملائكة، فأنت نزيل البقعة المباركة، {وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي ولى خائفا ولم يرجع، لكن ناداه ربه ليهدي روعه {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}.

وقوله تعالى هنا: {فِي تِسْعِ آيَاتٍ} إخبار لموسى عليه السلام بأن الآيات المادية التي سيؤيده الله بها أمام فرعون وقومه يبلغ عددها تسعا، وأن إلقاءه لعصاه، وإخراجه ليده من جيبه بيضاء يندرجان في تلك الآيات التسع، وسبق في الآية السابعة والثلاثين بعد المائة من سورة الأعراف الإشارة إلى بعضها، كما سبق في الآية الثامنة والثمانين من سورة يونس الإشارة إلى بعضها الآخر، وأكبر الآيات التسع التي أيد الله بها موسى هي التي وردت في

<<  <  ج: ص:  >  >>