للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآية الثالثة والستين من سورة الشعراء الماضية، حيث قال تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.

أما مواقف فرعون وملائه من موسى عليه السلام، وما انتهت إليه عاقبتهم في النهاية فقد أوجزها كتاب الله في هذه السورة حيث قال {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً} أي واضحة بينة {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}، وكما قال تعالى في آية أخرى عن فرعون وقومه: {فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ} [المؤمنون: ٤٦]، قال عنهم هنا: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}، أي إنما جحدوها ظلما وعلوا {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}، وقد وصف كتاب الله فرعون وقومه في هذه الآيات بالفسق والفساد والظلم والاستكبار والاستعلاء، وكل واحدة من الصفات توجب سخط الله وغضبه، وتعرض أهلها للدمار والهلاك، فما بالك إذا اجتمعت كلها في صعيد واحد.

وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن قصة سليمان وما صاحب ملكه من الوقائع التي برزت في زمانه وبهر الإنسان، مبينا كيف سخر الله تعالى لسليمان، من الوسائل المعتادة، وغيرها من الوسائل الخارقة للعادة، ما لم يسخره لأحد من قبله، عسى أن يؤمن بنو إسرائيل ـ على ما هم عليه من شك وعناد ـ برسالته، ويجمعوا كلمتهم بعد الفرقة والشتات ـ على طاعته، وكيف آتاه الله ملكا فردا من نوعه لم يوت مثله لأحد من بعده، عسى ان يعترف بنو إسرائيل بنعمة الله عليهم، ولا ينقضوا الميثاق الذي واثقهم عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>