للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقربون لأقوامهم أمد البعث، مبالغة في التحذير، وكل آت قريب.

ودعا كتاب الله رسوله الأمين إلى أن يحض الناس، مومنهم وكافرهم، على التجول في أرض الله، للتأمل والاعتبار، حتى تحدثهم عن مصارع الذين أجرموا بأصح الأخبار، وذلك قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}.

ونظرا لأن خاتم النبيئين والمرسلين أرسله الله رحمة للعالمين، فقد كان عليه الصلاة والسلام يحرص أشد الحرص على إنقاذ البشر من الضلال، رغما عما يتحمله في سبيل ذلك من المتاعب والأهوال، وها هو كتاب الله يفرج عنه كربتهم، ويخفف وطأتهم، فيخاطبه قائلا: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}.

وحيث أن أعداء الحق من المشركين والمنافقين واليهود - على عهد الرسالة - كانوا لا ينقطعون عن الكيد للإسلام والمسلمين، والمكر بهم سرا وعلنا، كما تشير إليه الآية السابقة {وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} ها هو كتاب الله يبشر رسوله بأن عاقبة مكرهم آتية لا ريب فيها، ويدعوه إلى إنذارهم بقرب حلولها ونزولها بساحتهم قائلا: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ}، وسيأتي في سورة فاطر المكية قوله تعالى مؤكدا لهذا المعنى: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [الآية: ١٠] وقوله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [الآية: ٤٣]. ومعنى {رَدِفَ

<<  <  ج: ص:  >  >>