للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقَوْلِ وَزُورًا}.

وفي حالة (التبني)، وهي الحالة الثانية، يقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}، بمعنى أن تبني ولد أو بنت ليس من صلب المتبني، وإنما هو أو هي من صلب رجل آخر، معروف أو مجهول، عمل غير مشروع لا يرضى عنه الله، ولا يقبله الشرع، لأنه مجرد تزوير، وقلب للحقائق، ومن أجل ذلك سمى كتاب الله هذا الولد المتبني كالبنت المتبناة (دعيا) أي ولدا ليس بأصيل، والجمع (أدعياء) وبالرغم عن تسميته ابنا من طرف الأب الطارئ المتبني، فإن الله تعالى يرفض قبوله ابنا للمتبني، ويعتبره دخيلا في الأسرة ومتطفلا عليها. وتأكيدا لرفض بنوته وإن ادعاها المتبني قال تعالى في نفس السياق: {ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ}، أي: لا عبرة به شرعا، لأنه مخالف للواقع وكذب على الله، {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ}، لا يرضى بسواه بديلا، {وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}، فما أقره اتبعناه، وما أنكره رفضناه.

وقد كان هذا النوع المصطنع من الأبوة والبنوة معروفا عند العرب في الجاهلية، ولا سيما بالنسبة للأولاد الذكور، كما كان معروفا عند غيرهم، لكن كتاب الله أعلن فساده وبطلانه، وفرض على المسلمين أن لا يغيروا خلق الله، وأمرهم أن ينسبوا الولد أو البنت إلى الأب الحقيقي ما دام الأب معروفا، أو يكتفوا في معاملته كأخ في الدين، أو كمولى من موالي القبيلة أو العشيرة، إن كان مجهول الأب مجهول النسب، وذلك قوله تعالى مخاطبا

<<  <  ج: ص:  >  >>