هذا التقويم، وذلك ما يؤكده قوله تعالى:{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى}، أي: ليست الأموال والأولاد دليلا على حظوتكم عندنا وقربكم منا، إذا لم يزينها الإيمان والعمل الصالح:{إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}، فمن أدى في أمواله حق الله، وأنفق أمواله في سبيل الله، وعلم أولاده الخير وفقههم في الدين، ورباهم على طاعة الله، كانت له الأموال والأولاد نعم الزلفى إلى الله:{فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا}، أي: لهم الجزاء المضعف (الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف)، (وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}، أي: آمنون من العذاب والأسقام والأحزان.
أما الذين حادوا الله ورسوله كبرا وعنادا، فستتلقاهم الزبانية يوم القيامة من سبعة أبواب، وسيساقون أذلاء مستسلمين إلى ساحة العذاب، وإلى ذلك يشير قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا}، أي: يسعون في إبطال أدلتنا، وتكذيب ما أنزلناه في كتابنا، {مُعَاجِزِينَ}، أي: معاندين لنا، محاولين تعجيزنا، {أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ}، أي: يساقون مرغمين على الحضور، جزاء ما أصروا من كفر وفجور.
وأكد كتاب الله مرة أخرى أن مقدار الرزق الذي يناله الإنسان لا يدل على مقامه عند الله، فكثرة الرزق لا تدل على التكريم، وقلته لا تدل على الهوان، لكن (نعم المال الصالح للرجل الصالح) كما جاء في الحديث الشريف، وذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ