للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متعددة لا تحصى جاءت كلمة (الظلمات) المعبرة عنها بصيغة الجمع، على خلاف حقيقة الإيمان والتوحيد، التي هي حقيقة واحدة لا تقبل التعدد، فجاء لفظ (النور) المعبر عنها بصيغة المفرد.

ثم قال تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ}، إشارة الى ما يكرم الله به المؤمنين من عباده في الجنة من الظل الظليل والنعيم المقيم، وما يسلطه على المشركين والكفرة في حر جهنم من العذاب الأليم، وذلك علاوة على ما تنعم به قلوب المؤمنين في الحياة الدنيا من سكينة وطمأنينة، وما تكون عليه قلوب غيرهم من قلق وبلبلة واضطراب، وتعرض لانهيار الأعصاب، لأتفه الأسباب.

وقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ}، إشارة إلى أن التفاوت بين المؤمن وغير المؤمن قد تتسع شقته، فيتجاوز درجة الفرق بين الأعمى والبصير، ليصل إلى درجة الفرق بين الحي والميت، نظرا لرسوخ الكفر في قلب الكافر، وتبلد حسه الباطن والظاهر، وسبق في سورة الأنعام قوله تعالى (١٢٢): {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}.

ثم قال تعالى مكتفيا من رسوله الأمين بما قام به من تبليغ وإنذار، في حق من أصر على كفره بالغ الإصرار: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>