للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو عقاب، قال القشيري في (لطائف الإشارات) تعليقا على هذه الآية الكريمة (لو عجل لهم ما يستوجبونه من الثواب والعقاب لم تف أعمارهم القليلة به، ولم تتسع أيامهم القصيرة له، فأخر ذلك ليوم الحشر، فإنه طويل، والله على كل شيء قدير، وبأمور عباده خبير بصير).

والآن وقد انتهينا بفضل الله وتوفيقه من تفسير سورة فاطر المكية نشرع بحول الله وقوته في تفسير سورة (يس) المكية أيضا، وقد افتتح كتاب الله هذه السورة بحرفين اثنين من حروف الهجاء المقطعة، هما الياء والسين، على غرار ما بدأ به (طه) و (طس) فيما سبق، وعلى غرار (حم) الذي تكون منه مجموعة سور (الحواميم) الآتية.

وقد سبق من هذا النوع المبدوء بحروف الهجاء المقطعة مجموعة أولى مكونة من سورتين متتابعتين لا غير، هما سورة البقرة (ألم)، وسورة آل عمران (ألم) أيضا، ومجموعة ثانية مكونة من ست سور متتالية: أولها سورة يونس (ألر)، وآخرها سورة (الحجر) أيضا (ألر)، ومجموعة ثالثة تشتمل على سورتين متتابعتين لا غير، هما سورة مريم (كهيعص)، سورة (طه): ثم مجموعة رابعة تشتمل على سبع سور يتلو بعضها بعضا، أولها سورة الشعراء (طسم)، وآخرها سورة السجدة (ألم).

ويلاحظ أن سورة (يس) التي نحن بصدد تفسيرها جاءت على انفراد، إذ لم يأت ما يماثلها من هذا النوع، لا قبلها

<<  <  ج: ص:  >  >>