ولا بعدها، فقد سبقتها سورة (فاطر)، ولحقتها سورة (الصافات)، وبدايتهما معا بحروف التهجي العادية، ونفس الشيء وقع مثله في سورة الأعراف (ألمص)، التي لم يسبقها ولم يلحقها مباشرة ما يماثلها من نفس النوع، حيث سبقتها سورة (الأنعام)، ولحقتها سورة (الأنفال) وبدايتها معا بالحروف العادية أيضا، ولا بد من التنبيه هنا إلى أنه لا علاقة بين حرف الياء وحرف السين الواردين في فاتحة هذه السورة (يس) وبين قوله تعالى في سورة (الصافات) بعدها في ختام قصة "إلياس عليه السلام: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}، الذي جاء على غرار قوله تعالى قبل ذلك:{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}، {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ}، وقد رواها بعض القراء، {سَلَامٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ}، بدلا من (آل ياسين)، وإلياسين وإلياس وياسين شيء واحد حسبما نص عليه ابن جنى والنحاس ونقله القرطبي. وإذن ففاتحة هذه السورة يجري عليها ما جرى على فواتح السور الأخرى التي تماثلها في التكوين من حروف الهجاء المقطعة، مما سبق وما سبأتي.
أما قوله تعالى:{وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، فهو قسم من الله تعالى يؤكد به للشاكين والكافرين أن محمدا رسول من عند الله حق، وأن دين الإسلام هو دين الحق. وإبرازا لعظمة القرآن الكريم، وتنبيها إلى أنه هو المعجزة الكبرى الباقية والدائمة، الدالة على صدق الرسول وصدق الرسالة في جميع العصور، اختار الحق سبحانه وتعالى أن