للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عامل من ذكر أو أنثى ولا ينساه، بل ما من عمل عمله الإنسان - خيرا كان أو شرا - إلا وسجله له أو عليه وأحصاه، لا فرق في ذلك بين عمل الإنسان المباشر وهو على قيد الحياة، وبين الآثار المترتبة على عمله باستمرار بعد الوفاة، سواء كان ذلك الأثر من قبيل الحسنات كعلم نافع علمه، أو رباط للجهاد أسسه، أو كان ذلك الأثر من قبيل السيآت، مثل حان هيأه لتتاول الخمور، أو ناد زخرفه للقمار، أو ماخور أعده للفسق والفجور، فكلما تجددت منفعة الأثر الحسن كتب لصاحبه من الحسنات بقدرها، وكلما تضاعفت مضرة الأثر السيء كتب لصاحبه من السيآت بقدرها، بناء على الأصل الإسلامي الثابت في السنة النبوية الشريفة "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامه". "وقال - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم في صحيحه: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده" والمراد (بالإمام) في قوله تعالى هنا: {فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، الكتاب المقتدى به، الذي هو حجة للإحصاء ويزيد معنى هذه الآية توضيحا قوله تعالى في سورة الكهف (٤٩): {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.

وليثبت الحق سبحانه وتعالى فؤاد خاتم رسله حتى يتحمل أذى قومه، ويقابل أعراضهم بالصبر والتجمل، وليتأكد عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>