ملائم لليقظة والنشاط والعمل: هو النهار، ووقت ملائم للاستجمام والراحة والنوم هو الليل، وبتعاقب الليل والنهار على الأرض ومن فيها وما فيها، بالحرارة والبرودة الملطفة لها، وبضياء الشمس ونور القمر، استطاع الإنسان أن يتحمل تكاليف العيش فوق سطح الأرض، وأن يكيف حياته فيها التكييف المناسب، وعبر كتاب الله عن إدبار النهار بضيائه، وإقبال الليل بظلامه، ببلاغته المعهودة فقال:{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ}، أي: خارجون من ضياء النهار، وداخلون في ظلام الليل في الحين.
وقوله تعالى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}، أي: تسير على ترتيب معلوم، ونظام مرسوم، لا تفاوت فيه ولا اختلاف، وهذا النظام يتجلى في دورانها حول نفسها أولا، وفي جريانها حول مدارها ثانيا، وذلك دون توقف وفي اتجاه واحد، في الفضاء الكوني الواسع، وبفعل دوران الأرض حول نفسها من الغرب إلى الشرق تتراءى لنا الشمس أيضا وهي تجري من الشرق إلى الغرب، وهذا المعنى الكوني الرائع يؤكده قوله تعالى في آية أخرى (٣٣: ١٤)، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ}، أي لا يفتران ولا يقفان {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}، أما " مستقر "، الشمس الذي نطقت به الآية الكريمة فيصدق بمستقرها في المكان، وهو مدارها الذي لا تتجاوزه في الفضاء، ويصدق بمستقرها في الزمان، وهو ما تتعرض له في الأخير، من انقلاب وتغيير، {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ