تعالى على لسانهم بالنسبة للاعتراف الأول:{فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} مخاطبين أتباعهم.
وفي خلال هذا الحوار وصف كتاب الله ما آل إليه أمر المتبوعين والأتباع من تخاذل واستسلام، في هذا المقام، حيث لم ينصر أحد الفريقين الفريق الآخر، للخلاص من العذاب، ولم ينصر كلا الفريقين ما كانوا يعبدونه من دون الله، من الشياطين والأوثان والأصنام، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى بمنتهى الإيجاز:{مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ}، أي: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا الآن، {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ}.
وسجل كتاب الله القول الفصل، والحكم العدل في هذه القضية وأمثالها، فقال تعالى:{فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}،لكن لكل فريق منهم نصيبه المناسب لجرمه، {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ}، وسبق في سورة الأحزاب موقف قريب من هذا الموقف، يكشف فيه الأتباع المخدوعون زيف القادة الذين خدعوهم، ويلعنوهم لعنا كبيرا، وذلك قوله تعالى حكاية عنهم (٦٧): {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}، وإنما استحقوا {ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ}، لأنهم ضلوا وأضلوا.
وتثبيتا للحكم الصارم الذي حكم به الحق سبحانه وتعالى في شأنهم جاء كتاب الله بحيثيات الحكم وأسبابه، فقال تعالى:{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، أي: إذا قيل لهم