متكاملان، بحيث لا يكمل الذكر إلا بالأنثى، ولا تكمل الأنثى إلا بالذكر.
وهذا التكامل الضروري بينهما، الذي يحتاج إليه كل منهما يشمل جميع الجوانب، ولاسيما الجانب النفسي، والجانب الخلقي، والجانب الاجتماعي والتربوي الذي يرتبط به مصير النوع الإنساني عموما، ومصير الأسرة على الخصوص {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} ومن هنا نستطيع أن نستشف ونكتشف سر الحكمة الإلهية في تكوين الأنثى تكوينا عضويا مختلف للتكوين العضوي الذي عليه الذكر، وذلك حتى يؤدي كل منهما في الحياة الوظيفة المعينة التي خصص لأدائها من عند الله.
ولو لم تكن في هذا التنويع حكمة مقصودة على الدوام والاستمرار، ولو كان الغرض إنشاء نوع متساو للقيام بوظائف عضوية واجتماعية واحدة لا تنويع فيها ولا اختلاف، لما عملت القدرة الإلهة على تصميم النوع الإنساني تصميما مختلفا، وعلى تكوين صنفين متغايرين من هذا النوع، هما نوع الذكر ونوع الأنثى، ولكان الإنسان كله إما ذكرا دون أنثى، أو أنثى دون ذكر، وهذا ما يخالف الفطرة ويناقض الحكمة تماما.
وقوله تعالى حكاية عن امرأة عمران بعدما وضعت ابنتها مريم {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} فيه إشارة