تدبير شؤونهم الخاصة والعامة، دون مناقشة منهم ولا اعتراض ولا تمرد {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
وكما أن الإسلام لا يكتفي من معتنقيه بمجرد الإيمان القلبي والاعتقاد النظري الصرف، بل يطالبهم بإظهار شعائره، وتطبيق شرائعه، وإلا كان لهم من الإسلام مجرد الاسم، فإن حواريي عيسى الذين عرفوا حقيقة رسالته، وأدركوا طبيعتها على وجهها، أكدوا هذا المعنى الحيوي الذي يستلزمه مقتضى الإسلام، وسجلوه كما حكى الله عنهم قالوا لنبيهم {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
ثم اتجهوا إلى الخالق سبحانه وتعالى مؤكدين نفس المعنى قائلين فيما حكى عنهم القرآن الكريم:{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} فاتباع المؤمنين لرسولهم، وتطبيقهم لشريعته على حياتهم اليومية الخاصة والعامة، هو وحده البرهان الناطق على قوة إيمانهم، وهو وحده المعيار الصحيح لصدق عقيدتهم، وهو وحده الأساس الذي تبنى عليه الشهادة لهم بأنهم من المسلمين، والذي يسجلون على أساسه في عداد (الشاهدين).
ولذلك كانت (الشهادة) مما بني عليه الإسلام، بل هي أول ما بني عليه كما قال صلى الله عليه وسلم:(بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا).
ولذلك كانت الشهادة أيضا عنصرا ضروريا في الأذان إلى الصلاة وعند إقامتها، ولذلك أيضا خصص من الصلاة جزء للتشهد فيها، فالتشهد تعبير دائم ونطق صريح شبيه بالأمر اليومي