للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}.

وفي تفسير ابن كثير: (إن قوم تبع هم (سبأ) أهلكهم الله فخرب بلادهم، وشردهم، ومزقهم كل ممزق، وقد كانوا عربا من قحطان، كما أن هؤلاء المشركين عرب من عدنان، وقد كانت حمير- وهم سبأ- كلما ملك فيهم رجل سموه (تبعا) كما كان يقال (كسرى) لمن ملك الفرس، و (قيصر) لمن ملك الروم، و (فرعون) لمن ملك مصر، و (النجاشي) لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس)، قال قتادة: " ذكر لنا أن كعبا كان يقول في تبع: إنه نُعت نعت الرجل الصالح، فقد ذم الله تعالى قومه، ولم يذمه، قال: وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: (لا تسبوا تبعا فإنه قد كان رجلا صالحا)، ثم قال ابن كثير: (وحج تبع البيت الحرام في زمن الجرهميين، وكساه الملاء والوصائل من الحرير والحبير، ونحر عنده ستة آلاف بدنة، وعظمه وأكرمه، ثم عاد إلى اليمن وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة).

وانتقل كتاب الله إلى تأكيد حقيقة إسلامية طالما قررها وأكدها لترسخ في الأذهان، ألا وهي أن الله تعالى لم يخلق هذا الكون عبثا ولا لعبا، وإنما خلقه لحكمة سامية اقتضت خلقه، ولأمر عظيم أراده من وراء إبداعه، وهذه الحكمة السامية وهذا الأمر العظيم ينبغي أن يحاول الإنسان فهمهما، والإلمام بهما، إذ

<<  <  ج: ص:  >  >>