لا باسمه، تنبيها إلى رابطة الأخوة التي كانت تربطه بقومه، وتستوجب عطفه عليهم، وحرصه على هدايتهم.
وقوله تعالى:{إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ}، إشارة إلى موطن عاد في جنوب جزيرة العرب بين اليمن وعمان، وقد قامت دولة عاد الأولى في جنوب الجزيرة العربية قبل ميلاد المسيح بعشرين قرنا، وقبل الهجرة النبوية بسبعة وعشرين قرنا، و " الأحقاف " جمع " حقف " وهو الكثيب المرتفع، أو الجبل المستطيل من الرمال.
وقوله تعالى:{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}، إشارة إلى أن الظواهر الكونية على اختلافها - والريح من جملتها- إنما هي كائنات مسخرة بأمر الله، لا تتحرك إلا وفق مراده، طبقا لنواميس كونية معلومة، ولا تنفذ إلا خططا إلهية مرسومة.
ثم عقب كتاب الله على قصة عاد وما أصابها من الهلاك والدمار، بآية أخرى تذكر مشركي قريش بما أصاب الأقوام الذين كانوا من حولهم عموما، وما حل بديار أولئك الأقوام من العذاب الشديد، وما نالهم من الخيبة واليأس، عندما رأوا المعبودات التي كانوا يدعونها ويتقربون إليها بالقرابين عاجزة عن إغاثتهم وإنقاذهم في وقت الشدة واليأس، وقد تخلت عنهم وتجاهلتهم، لأنها في الحقيقة لا تملك لهم ضرا ولا نفعا، وذلك قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، أي وألينا عليهم مختلف الآيات والقوارع،