للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ}. قال ابن كثير: " وصف الله بالغنى وصف لازم له، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم لا ينفكون عنه "، وهذا أمر واضح، ما داموا فقراء إلى رزقه في الدنيا، وإلى أجره في الآخرة.

وخُتِمت سورة " محمد " أو سورة " القتال " بخاتمة تعتبر إنذارا أو شبه إنذار، مما كان له وقع عظيم عند المسلمين الأولين، ذلك أنها تعلن في حزم وصراحة أن الدعوة الإسلامية التي وكلها الله إلى رسوله والمؤمنين إنما هي أمانة مودعة بين أيديهم، شرفهم الله بها وميزهم بفضلها على بقية الناس، فإن وفوا بها، وقاموا بحقها، وضحوا في سبيلها، كانوا أهلا لها، ومضوا في حمل أمانتها إلى يوم الدين، وإن تخلوا عنها، أو أهملوا شأنها، أو بخلوا في سبيلها ببذل النفس والمال نزع الله أمرها من بين أيديهم، واستبدل بهم غيرهم، وجعل هذا الغير أفضل منهم في القيام بحقها، والوفاء لها، والتفاني في سبيلها، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في خطابه للمؤمنين: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.

ومن هنا ننتقل إلى سورة " الفتح " المدنية أيضا، وهذه السورة نزلت في السنة السادسة من الهجرة عقب " صلح الحديبية " الشهير، " والفتح " الذي تشير إليه هو صلح الحديبية نفسه، باعتبار ما كان فيه من المصلحة في البداية، وما آل إليه أمره في النهاية، لا " فتح مكة " كما يتبادر إلى بعض الأذهان، قال عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>